﴿فقالوا أنؤمن﴾ أي: بالله تعالى مصدقين ﴿لبشرين مثلنا﴾ أي: في البشرية والمأكل والمشرب وغيرهما مما يعتري البشر كما قال من تقدمهم: ﴿وقومهما﴾ أي: والحال أنّ قومهما أي: بني إسرائيل ﴿لنا عابدون﴾ خضوعاً وتذللاً أي: في غاية الذل والانقياد كالعبيد، فنحن أعلى منهما بهذا، أو لأنه كان يدعي الإلهية، فادعى للناس العبادة وأنّ طاعتهم له عبادة على الحقيقة.
﴿فكذبوهما﴾ أي: فرعون وملؤه موسى وهارون، ﴿فكانوا﴾ أي: فرعون وملؤه بسبب تكذيبهم ﴿من المهلكين﴾ أي: بالغرق ببحر القلزم ولم تغنِ عنهم قوّتهم في أنفسهم، ولا قوتهم على خصوص بني إسرائيل واستعبادهم ولا ضر بني إسرائيل ضعفهم عن دفاعهم ولا ذلهم لهم وصغارهم في أيديهم، ولما كان ضلال بني إسرائيل بعد إنقاذهم من عبودية فرعون وقومه أعجب قال تعالى تسلية لنبيه صلى الله عليه وسلم
(٦/٣٧)
---
﴿ولقد آتينا﴾ أي: بعظمتنا ﴿موسى الكتاب﴾ أي: التوراة ﴿لعلهم﴾ أي: قوم موسى وهارون عليهما السلام ﴿يهتدون﴾ من الضلالة إلى المعارف والأحكام، ولا يصح عود الضمير إلى فرعون وملئه؛ لأنّ التوراة إنما أوتيها بنو إسرائيل بعد إغراق فرعون وملئه بدليل قوله تعالى: ﴿ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى﴾ (القصص، ٤٣)
القصة الخامسة: قصة عيسى عليه السلام المذكورة في قوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon