﴿سيقولون﴾ أي: قطعاً ذلك كله ﴿لله﴾ أي: المختص بصفات الكمال، ثم إنه تعالى أمره بقوله: ﴿قل﴾ أي: لهم إذا قالوا لك ذلك منكراً عليهم ﴿أفلا تذكرون﴾ أي: في ذلك المركوز في طباعكم المقطوع به عندكم ما غفلتم عنه من تمام قدرته وباهر عظمته فتصدقوا ما أخبر به من البعث الذي هو دون ذلك، وتعلموا أنه لا يصلح شيء منها وهو ملكه أنّ يكون شريكاً له تعالى ولا ولداً وتعلموا أنّ القادر على الخلق ابتداءً قادر على الإحياء بعد الموت، وأنه لا يصح في الحكمة أصلاً أنّ يترك البعث لأنّ أقلكم لا يرضى بترك حساب عبيده والعدل بينهم، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بتخفيف الذال والباقون بالتشديد بإدغام التاء الثانية في الذال.
ثانيها: قوله تعالى:
﴿قل﴾ أي: لهم ﴿من رب﴾ أي: خالق ومدبر ﴿السموات السبع﴾ كما تشاهدون من حركاتها وسير أفلاكها ﴿ورب العرش﴾ أي: الكرسي ﴿العظيم﴾ كما قال تعالى: ﴿وسع كرسيه السماوات والأرض﴾ (البقرة، ٢٥٥)
﴿سيقولون لله﴾ أي: الذي له كل شيء هو رب ذلك لا جواب لهم غير ذلك، ولما تأكد الأمر وزاد الوضوح حسن التهديد على التمادي فقال تعالى: ﴿قل﴾ أي: منكراً عليهم ﴿أفلا تتقون﴾ أي: تحذرون عبادة غيره.
ثالثها قوله:
(٦/٥٥)
---