وفي الحديث: «لا خير في شجرة مقنأة ولا في نبات في مقنأة، ولا خير فيهما في مضحى» قال ابن حجر العسقلاني: لم أجده، وقيل: معناه أنها معتدلة ليست في شرق يصيبها الحر، ولا في غرب يضرها البرد، وقيل: معناه هي شامية لأن الشام وسط الأرض لا شرقي ولا غربي، وقيل: ليست هذه الشجرة من أشجار الدنيا لأنها لو كانت في الدنيا لكانت شرقية أو غربية، وإنما هو مثل ضربه الله تعالى لنوره ﴿يكاد زيتها﴾ أي: من صفائه ﴿يضيء ولو لم تمسسه نار﴾ أي: يكاد يتلألأ ويضيء بنفسه من غير نار ﴿نور على نور﴾ أي: نور المصباح على نور الزجاجة.
تنبيه: اختلف أهل العلم في معنى هذا التمثيل فقال بعضهم: وقع التمثيل لنور محمد ﷺ قال ابن عباس لكعب الأحبار: أخبرني عن قوله تعالى: ﴿مثل نوره كمشكاة﴾ قال كعب: هذا مثل ضربه الله لنبيه ﷺ فالمشكاة صدره والزجاجة قلبه والمصباح فيه النبوة تتوقد من شجرة مباركة هي شجرة النبوة يكاد نور محمد ﷺ وأمره يتبين للناس، ولو لم يتكلم أنه نبي كما يكاد ذلك الزيت يضيء، ولو لم تمسسه نار.
وروى سالم عن عمر في هذه الآية قال: المشكاة جوف النبي ﷺ والزجاجة قلبه، والمصباح النور الذي جعله الله تعالى فيه، لا شرقية ولا غربية لا يهودي ولا نصراني، توقد من شجرة مباركة إبراهيم، نور على نور نور قلب إبراهيم ونور قلب محمد صلى الله عليهما وسلم، وقال محمد بن كعب القرظي: المشكاة إبراهيم والزجاجة إسماعيل عليهما السلام، والمصباح محمد ﷺ سماه الله تعالى مصباحاً كما سماه سراجاً، فقال تعالى: ﴿وسراجاً منيراً﴾ (الأحزاب، ٤٦)
(٦/١٣٧)
---