(٦/١٣٨)
---
مع ما قام لهم من الدلائل والأعلام قبل نزول القرآن، فازدادوا بذلك نوراً على نور ﴿يهدي الله لنوره﴾ قال ابن عباس: دين الإسلام وقيل: القرآن ﴿من يشاء﴾ فإن الأسباب بدون مشيئته لاغية، وقيل: يوفق الله لإصابة الحق من نظر وتدبر بعين عقله والإنصاف من نفسه ولم يذهب عن الجادة الموصلة إليه يميناً وشمالاً، ومن لم يتدبر فهو كالأعمى، سواء عليه جنح الليل الدامس وضحوة النهار الشامس ﴿ويضرب﴾ أي: يبين ﴿الله الأمثال للناس﴾ تقريباً للأفهام وتسهيلاً للأكدار ﴿والله بكل شيء عليم﴾ معقولاً كان أو محسوساً، ظاهراً كان أو خفياً، وفيه وعيد لمن تدبرها ولم يكترث بها، وقوله تعالى:
(٦/١٣٩)
---
﴿في بيوت﴾ يتعلق بما قبله أي: كمشكاة في بعض بيوت الله وهي المساجد كأنه قيل: مثل نوره، كما ترى في المسجد نور المشكاة التي من صفتها كيت وكيت، أو بما بعده وهو يسبح أي: يسبح رجال في بيوت، وفي قوله: فيها تكرير لقوله: في بيوت كقوله: زيد في الدار جالس فيها، أو بمحذوف كقوله ﴿تعالى في تسع آيات﴾ (النمل، ١٢)