﴿فكبكبوا﴾ أي: فتسبب عن عجزهم أن ألقوا ﴿فيها﴾ أي: في مهواة الجحيم ﴿هم﴾ أي: الأصنام وما شابهها من الشياطين ونحوهم ﴿والغاوون﴾ أي: الذين ضلوا بهم، والكبكبة: تكرار الكب لتكرير معناه كأنّ من ألقى في النار ينكب مرّة بعد أخرى حتى يستقرّ في قعرها، وقال الزجاج: طرح بعضهم فوق بعض، وقال القتيبي: ألقوا على رؤوسهم.
﴿وجنود إبليس﴾ وهم اتباعه ومن أطاعه من الإنس والجنّ، وقيل ذريته ﴿أجمعون﴾ ولما لم يتمكنوا من قول في جواب استفهامهم قبل إلقائهم.
﴿قالوا﴾ أي: العبدة ﴿وهم فيها﴾ أي: الجحيم ﴿يختصمون﴾ أي: مع المعبودات وقولهم:
﴿تالله﴾ أي: الذي له جميع الكمال ﴿إن كنا لفي ضلال مبين﴾ أي: ظاهر جدّاً لمن كان له قلب سليم معمول قولهم وما بينهما، وهو وهم فيها يختصمون جملةً حاليةً معترضةً بين القول ومعموله وقيل: إنّ الأصنام تنطق وتخاصم العبدة، ويؤيده الخطاب في قولهم:
(٧/٤٢)
---
﴿إذ﴾ أي: حين ﴿نسويكم برب العالمين﴾ في استحقاق العبادة.
تنبيه: إذ منصوب إما بمبين أو بمحذوف أي: ضللنا في وقت تسويتنا لكم بالله في العبادة.
﴿وما أضلنا﴾ أي: ذلك الضلال المبين عن الطريق البين ﴿إلا المجرمون﴾ أي: الأولون الذين اقتدينا بهم من رؤسائنا وكبرائنا كما في آية أخرى ﴿ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلاً﴾ (الأحزاب: ٦٧)
وعن ابن جريح: إبليس وابن آدم الأوّل وهو قابيل وهو أوّل من سنّ القتل وأنواع المعاصي.
﴿فما﴾ أي: فتسبب عن ذلك أنه ما ﴿لنا﴾ اليوم وزادوا في تعميم النفي بزيادة الجار فقالوا ﴿من شافعين﴾ يكونون سبباً لإدخالنا الجنة كالمؤمنين تشفع لهم الملائكة والنبيون.


الصفحة التالية
Icon