﴿بسم الله﴾ أي: الذي كمل علمه فبهرت حكمته ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ بالهداية بأوضح البيان ﴿الرحيم﴾ أي: الذي منّ بجنات النعيم على من اتبع الصراط المستقيم.
﴿طس﴾ قال ابن عباس: هو اسم من أسماء الله عز وجلّ، وقد سبق الكلام في حروف الهجاء عليه، وقرأ حمزة والكسائي وشعبة، بإمالة الطاء، والباقون بالفتح.
(٧/٨٧)
---
﴿تلك﴾ أي: هذه الآيات العالية المقام البعيدة المرام البديعة النظام ﴿آيات القرآن﴾ أي: الكامل في قرآنيته الجامع للأصول الناشر للفروع الذي لا خلل فيه ولا فصم ولا صدع ولا وصم ﴿وكتاب مبين﴾ أي: مظهر الحق من الباطل، فإن قيل: كيف صح أن يشار لاثنين أحدهما مؤنث والآخر مذكر باسم الإشارة المؤنث ولو قلت تلك هند وزيد لم يجز؟.
أجيب من ثلاثة أوجه: أحدها: أنّ المراد بالكتاب هو الآيات لأنّ الكتاب عبارة عن الآيات المجموعة فلما كانا شيئاً واحد صحت الإشارة إليهما بإشارة الواحد المؤنث، الثاني: أنه على حذف مضاف أي: وآيات كتاب مبين، الثالث: أنه لما ولي المؤنث ما تصح الإشارة به إليه اكتفى به وحسن، ولو ولي المذكر لم يحسن، ألا ترى أنك تقول جاءتني هند وزيد ولو أخرت هند لم يجز تأنيث الفعل، وقرأ ابن كثير بالنقل وصلاً وابتداءً وحمزة في الوقف لا غير، والباقون بغير نقل وقوله تعالى:
﴿هدى وبشرى﴾ يجوز أن يكونا منصوبين على المصدر بفعل مقدّر من لفظهما، أي: يهدي هدىً ويبشر بشرى، وأن يكونا في موضع الحال من آيات والعامل فيهما ما في تلك من معنى الإشارة، وأن يكونا خبراً بعد خبر، وأن يكونا خبري مبتدأ مضمر، أي: هو هدى من الضلالة وبشرى ﴿للمؤمنين﴾ أي: المصدّقين به بالجنة كقوله تعالى: ﴿فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً﴾ (النساء: ١٧٥)