﴿وجدتها وقومها﴾ أي: كلهم على ضلال كبير وذلك أنهم ﴿يسجدون للشمس﴾ مبتدئين ذلك ﴿من دون الله﴾ أي: من أدنى رتبة للملك الأعظم الذي لا مثل له ﴿وزين لهم الشيطان أعمالهم﴾ أي: هذه القبيحة حتى صاروا يظنونها حسنة، ثم تسبب عن ذلك أنه أعماهم عن طريق الحق فلهذا قال ﴿فصدّهم عن السبيل﴾ أي: الذي لا سبيل إلى الله غيره، وهو الذي بعث به أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، ثم تسبب عن ذلك ضلالهم فلهذا قال ﴿فهم﴾ أي: بحيث ﴿لا يهتدون﴾ أي: لا يوجد لهم هدى بل هم في ضلال صرف وعمى محض.
﴿ألا يسجدوا لله﴾ أي: أن يسجدوا له، فزيدت لا وأدغم فيها نون أن، كما في قوله تعالى: ﴿لئلا يعلم أهل الكتاب﴾ (الحديد: ٢٩)
والجملة في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى، هذا إذا قرئ بالتشديد وهي قراءة غير الكسائي، وأمّا الكسائي: فقرأ بتخفيف ألا فألا فيها تنبيه واستفتاح وما بعدها حرف نداء ومناداه محذوف كما حذفه من قال:
*ألايا اسلمى يا دار ميّ عليّ البلى ** ولا زال منهلاً بجرعاتك القطر*
(٧/١١٦)
---