﴿بنصر الله﴾ أي: الذي لا رادّ لأمره للروم على فارس، وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل عليه السلام بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه، قال السدي: فرح النبيّ ﷺ والمؤمنون بظهورهم على المشركين يوم بدر وظهور أهل الكتاب على أهل الشرك، وعن أبي سعيد الخدري: وافق ذلك يوم بدر وفي هذا اليوم نصر المؤمنون. ﴿ينصرُ من يشاء﴾ من ضعيف وقوي لأنه لا مانع له ولا يسأل عما يفعل، فالغلبة لا تدل على الحق بل الله قد يزيد ثواب المؤمن فيبتليه ويسلط عليه الأعادي، وقد يختار تعجيل العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر قبل يوم المعاد ﴿وهو العزيز﴾ فلا يعز من عادى ولا يذل من والى، وقرأ قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء والباقون بالضم، ولما كان السياق لبشارة المؤمنين قال ﴿الرحيم﴾ فيخصهم بالأعمال الزكية والأخلاق المرضية.
(٧/٣٥١)
---
﴿وعد الله﴾ أي: الذي له جميع صفات الكمال، مصدر مؤكد ناصبه مضمر أي: وعدهم الله ذلك وعداً بظهور الروم على فارس ﴿لا يخلف الله﴾ أي: الذي له الأمر كله ﴿وعده﴾ به، وهذا مقرّر لمعنى هذا المصدر، ويجوز أن يكون قوله تعالى: ﴿لا يخلف الله وعده﴾ حالاً من المصدر فيكون كالمصدر الموصوف فهو مبين للنوع كأنه قيل: وعد الله وعداً غير مخلف ﴿ولكن أكثر الناس﴾ لجهلهم وعدم تفكرهم ﴿لا يعلمون﴾ ذلك. وقوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon