أي: من طالب علم فيعان عليه، فلا يفرحون بالنعم إذا حصلت خوفاً من زوالها إذا أراد القادر ذلك، ولا يغتمون بها إذا زالت رجاء في إقبالها فضلاً من الرازق؛ لأنّ أفضل العبادة انتظار الفرج بل همهم بما عليهم من وظائف العبادة واجبها ومندوبها، ومعرضون عما سوى ذلك قد وكلوا أمر الرزق إلى من تولى أمره وفرغ من قسمه وقام بضمانه وهو القدير العليم، ولما أفهم ذلك عدم الاكتراث بالدنيا لأنّ الاكتراث بها لا يزيدها، والتهاون بها لا ينقصها قال تعالى مخاطباً لأعظم المتأهلين لتنفيذ أوامره:
﴿فآت﴾ يا خير الخلق ﴿ذا القربى﴾ أي: القرابة ﴿حقه﴾ أي: من البرّ والصلة؛ لأنه أحق الناس بالبر وصلة الرحم جوداً وكرماً ﴿والمسكين﴾ سواء كان ذا قرابة أم لا ﴿وابن السبيل﴾ وهو المسافر كذلك من الصدقة، وأمّة النبيّ ﷺ تبع له في ذلك.
(٧/٣٨٣)
---