(٧/٤٥٢)
---
أنثى وما أعمل غداً وأين أموت؟ فنزل قوله تعالى:
﴿إن الله﴾ أي: بما له من العظمة وجميع أوصاف الكمال ﴿عنده﴾ أي: خاصة ﴿علم الساعة﴾ أي: وقت قيامها لا علم لغيره بذلك أصلاً ﴿وينزل الغيث﴾ أي: في أوانه المقدّر له والمحل المعين له في علمه، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بفتح النون وتشديد الزاي، والباقون بسكون النون وتخفيف الزاي ﴿ويعلم ما في الأرحام﴾ أي: من ذكر أو أنثى أحيّ أو ميت تامّ أو ناقص ﴿وما تدري نفس﴾ أي: من الأنفس البشرية وغيرها ﴿ماذا تكسب غداً﴾ أي: من خير أو شرّ وربما تعزم على شيء وتفعل خلافه.
﴿وما تدري نفس بأي: أرض تموت﴾ أي: كما لا تدري في أي: وقت تموت ويعلمه الله تعالى، وروى ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: جاء رجل من أهل البادية فقال: يا رسول الله إنّ امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد، وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وعن عكرمة أنّ رجلاً يقال له الوارث من بني حازن جاء إلى النبيّ ﷺ فقال: يا محمد متى قيام الساعة وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب، وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد، وقد علمت ما كسبت اليوم فماذا أكسب غداً، وقد علمت بأيّ أرض ولدت فبأي أرض أموت؟ فنزلت هذه الآية، وعن قتادة قال: خمس من الغيب استأثر الله بهنّ فلم يطلع عليهنّ ملكاً مقرّباً ولا نبياً مرسلاً: إنّ الله عنده علم الساعة فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي: سنة ولا في أي: شهر أليلاً أم نهاراً، وينزل الغيث فلا يعلم أحد متى ينزل أليلاً أم نهاراً، ويعلم ما في الأرحام فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى أحمر أم أسود، ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً أخيراً أم شراً، وما تدري نفس بأي أرض تموت ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أفي بحر أم في برّ أم سهل أم جبل.
(٧/٤٥٣)
---


الصفحة التالية
Icon