تنبيه: الخيرة: مصدر من تخير كالطيرة من تطير على غير قياس، وجمع الضمير في قوله تعالى: ﴿لهم﴾ وفي قوله تعالى: ﴿من أمرهم﴾ لعموم مؤمن ومؤمنة من حيث أنها في سياق النفي، ويجوز أن يكون الضمير في من أمرهم لله تعالى ولرسوله ﷺ وجمع للتعظيم كما جرى عليه البيضاوي، وقرأ أن يكون الكوفيون وهشام بالياء التحتية والباقون بالفوقية، ولأنه ﷺ لا ينطق عن الهوى، ومن عصاه فقد عصى الله تعالى كما قال تعالى: ﴿ومن يعص الله﴾ أي: الذي لا أمر لأحد معه ﴿ورسوله﴾ أي: الذي معصيته معصية الله تعالى لكونه بينه وبين الخلق في بيان ما أرسل به إليهم. وقوله تعالى: ﴿فقد ضل﴾ قرأه قالون وابن كثير وعاصم بالإظهار، والباقون بالإدغام وزاد ذلك بقوله تعالى: ﴿ضلالاً مبيناً﴾ أي: فقد أخطأ خطأ ظاهراً لا خفاء فيه، فالواجب على كل أحد أن يكون معه ﷺ في كل ما يختاره، وإن كان فيه أعظم المشقات عليه تخلقاً. يقول الشاعر:
*وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ** متأخر عنه ولا متقدم*
*وأهنتني فأهنت نفسي عامداً ** ما من يهون عليك ممن يكرم*
(٨/٦٣)
---


الصفحة التالية
Icon