ولأن لفظ الواحد أخف فوضع موضع الجمع مع أمن اللبس، والباقون بضم الراء وألف بعد الفاء على الجمع جمع سلامة، وقد أجمع على الجمع في قوله تعالى ﴿لنبوأنهم من الجنة غرفاً﴾ (العنكبوت: ٥٨)
ثم بين حال المسيء وهو من يبعده ماله وولده من الله تعالى بقوله سبحانه وتعالى:
﴿والذين يسعون﴾ أي: يجددون السعي من غير توبة بأموالهم وأولادهم ﴿في﴾ إبطال ﴿آياتنا﴾ أي: حجتنا على ما لها من عظمة الانتساب إلينا ﴿معجزين﴾ أي: طالبين تعجيزها أي: تعجيز الآتين بها عن إنفاذ مرادهم بها بما يلقون من الشبه فيضلون غيرهم بما أوسعنا عليهم وأعززناهم به من الأموال والأولاد ﴿أولئك﴾ أي: هؤلاء البعداء البغضاء ﴿في العذاب﴾ أي: المزيل للعذوبة ﴿محضرون﴾ أي: يحضرهم فيه الموكلون بهم من جندنا على أهون وجه وأسهله.
﴿قل﴾ أي: يا أشرف الخلق لجميع الخلق ومنهم هؤلاء ﴿إن ربي﴾ أي: المحسن إلي بهذا البيان وغيره ﴿يبسط الرزق﴾ أي: يوسعه ﴿لمن يشاء﴾ متى شاء ﴿من عباده﴾ امتحاناً ﴿ويقدر﴾ أي: يضيقه ﴿له﴾ بعد البسط ابتلاء قال البيضاوي: فهذا في شخص واحد باعتبار وقتين، وما سبق في شخصين فلا تكرار.
(٩/٥٨)
---


الصفحة التالية
Icon