روى أسامة بن زيد في هذه الآية قال: قال رسول الله ﷺ «كلهم من هذه الأمة». وروى أبو عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ الآية فقال: قال رسول الله ﷺ «سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له» وروى أبو الدرداء قال سمعت رسول الله ﷺ قرأ هذه الآية ﴿ثم أورثنا الكتاب﴾ الآية (فاطر: ٣٤)
قال: أما السابق بالخيرات فيدخل الجنة بغير حساب، وأما المقتصد فيحاسب حساباً يسيراً، وأما الظالم لنفسه فيحبس في المقام حتى يدخله الهم ثم يدخل الجنة، ثم قرأ قوله تعالى ﴿الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن﴾ الآية.
وقال عقبة بن صهبان: سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله عز وجل ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ الآية فقالت: يا بني كلهم في الجنة أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله ﷺ شهد له رسول الله ﷺ بالجنة، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق بهم، وأما الظالم فمثلي ومثلكم فجعلت نفسها معنا، وقال مجاهد والحسن: فمنهم ظالم لنفسه هم أصحاب المشأمة، ومنهم مقتصد هم أصحاب الميمنة، ومنهم سابق بالخيرات السابقون المقربون من الناس كلهم.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: السابق المؤمن المخلص، والمقتصد المرائي والظالم الكافر نعمة الله تعالى غير الجاحد لها؛ لأنه تعالى حكم للثلاثة بدخول الجنة.
(٩/١١٣)
---