ولما كان المقصود بهذا الخطاب تقريعهم وتبكيتهم وكانت هذه السورة قلباً وكان القلب أشرف الأعضاء وكان الإنسان أشرف الموجودات خصه بالخطاب بقوله تعالى: ﴿يا بني آدم﴾ أي: على لسان رسلي عليهم الصلاة والسلام، واختلف في معنى: هذا العهد على وجوه أقواها: ألم أوص إليكم كما مر، وقيل: آمركم، وقيل: غير ذلك، واختلفوا في هذا العهد أيضاً على أوجه:
أظهرها: أنه مع كل قوم على لسان رسلهم كما مر، وقيل: هو العهد الذي كان مع آدم في قوله تعالى ﴿ولقد عهدنا إلى آدم﴾ (طه: ١١٥)
وقيل: هو الذي كان مع ذريته عليه السلام حين أخرجهم وقال ﴿ألست بربكم قالوا بلى﴾ (الأعراف: ١٧٢)
﴿أن لا تعبدوا الشيطان﴾ أي: البعيد المحترق بطاعتكم فيما يوسوس به إليكم والطاعة قد تطلق على العبادة.
(٩/١٨٠)
---