يا رب كنت أستظل تحت هذه الشجرة من الشمس والريح وأمص من ثمرها وقد سقطت فقال: يا يونس تحزن على شجرة أنبتت في ساعة ولا تحزن على مائة ألف إو يزيدون تركتهم فانطلق إليهم، فانطلق إليهم وذلك قوله تعالى:
(٩/٢٥٩)
---
﴿وأرسلناه﴾ أي: بعد ذلك كقبله إلى قومه بنينوى من أرض الموصل ﴿إلى مائة ألف أو يزيدون﴾ قال ابن عباس: إن أو بمعنى الواو، وقال مقاتل والكلبي: بمعنى بل، وقال الزجاج: على الأصل بالنسبة للمخاطبين، واختلفوا في مبلغ الزيادة فقال ابن عباس ومقاتل: كانوا عشرين ألفاً، ورواه أبي بن كعب عن رسول الله ﷺ وقال الحسن: بضعاً وثلاثين ألفاً، وقال سعيد بن جبير: تسعين ألفاً.
فإن قيل: الشجر ما له ساق واليقطين مما لا ساق له كما قال تعالى: ﴿والنجم والشجر يسجدان﴾ (الرحمن: ٦)
. أجيب: بأن الله تعالى جعل لها ساقاً على خلاف العادة في القرع معجزة له عليه السلام ولو كان منبسطاً على الأرض لم يمكن أن يستظل به قال مقاتل بن حبان: كان يونس عليه السلام يستظل بالشجرة وكانت وعلة تختلف إليه فيشرب من لبنها بكرة وعشياً حتى اشتد لحمه ونبت شعره.
(٩/٢٦٠)
---