﴿اركض﴾ أي: اضرب ﴿برجلك﴾ أي: الأرض فضرب فنبعت عين ماء، فقيل له: ﴿هذا مغتسل باردٌ﴾ أي: ماء تغتسل منه فيبرأ ظاهرك ﴿وشراب﴾ أي: وتشرب منه فيبرأ باطنك وظاهر اللفظ يدل على أنه نبعت له عين واحدة من الماء فاغتسل منه وشرب منه، وأكثر المفسرين قالوا: نبعت له عينان فاغتسل من إحداهما وشرب من الأخرى فذهب الداء من ظاهره ومن باطنه بإذن الله تعالى وقيل: ضرب برجله اليمنى فنبعت عين حارة فاغتسل منها ثم باليسرى فنبعت عين باردة فشرب منها، وقيل: ضرب الأرض فنبعت له عين ماء فذهب كل داء كان بظاهره ثم مشى أربعين خطوة فركض برجله الأرض مرة أخرى فنبعت عين ماء عذب فشرب منه فذهب كل داء كان في باطنه.
(٩/٣١٩)
---
﴿ووهبنا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿له أهله﴾ أي: بأن جعلناهم عليه بعد تفرقهم أو أحييناهم بعد موتهم، وقيل: وهبنا له مثل أهله والأول هو ظاهر الآية فلا يجوز العدول عنه من غير ضرورة ﴿ومثلهم معهم﴾ حتى كان له ضعف ما كان، وقوله تعالى: ﴿رحمة﴾ أي: نعمة ﴿منا﴾ مفعول لأجله أي: وهبناهم له لأجل رحمتنا إياه ﴿وذكرى﴾ أي: وتذكيراً بحاله ﴿لأولي الألباب﴾ أي: أصحاب العقول ليعلموا أن من صبر ظفر وأن رحمة الله تعالى واسعة وهو عند القلوب المنكسرة فما بينه وبين الإجابة الأحسن الإنابة فمن دام إقباله عليه أغناه عن غيره كما قيل:
*لكل شيء إذا فارقته عوض ** وما عن الله إن فارقت من عوض*
وهذا تسلية لنبيه ﷺ كما مر وقوله تعالى: