﴿متكئين فيها﴾ وقد ذكر في آيات أخر كيفية ذلك الاتكاء فقال تعالى في آية: ﴿على الأرائك متكئون﴾ (يس: ٥٦)
وقال في آية أخرى: ﴿متكئين على رفرف خضر﴾ (الرحمن: ٧٦)
ثالثها: قوله تعالى ﴿يدعون فيها﴾ أي: الجنات ﴿بفاكهة كثيرة وشراب﴾ أي: كثير فيدعون فيها بألوان الفاكهة وألوان الشراب.
ولما بين المسكن والمأكول والمشروب ذكر أمر المنكوح تتميماً للنعمة بقوله سبحانه تعالى:
﴿وعندهم قاصرات الطرف﴾ أي: حابسات الطرف أي: العين على أزواجهن ﴿أتراب﴾ أي: أسنانهن واحدة وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة واحدها ترب، وعن مجاهد: متواخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن وقيل: أتراب للأزواج، قال القفال: والسبب في اعتبار هذه الصفة لما تشابهن في الصفة والسن والجبلة كان الميل إليهن على السوية وذلك يقتضي عدم الغيرة وقرأ قوله تعالى:
﴿هذا ما يوعدون﴾ ابن كثير وأبو عمرو بالياء التحتية على الغيبة والباقون بالفوقية على الخطاب، وجه الغيبة تقدم ذكر المتقين، ووجه الخطاب الالتفات إليهم والإقبال عليهم أي: قل للمتقين هذا ما توعدون ﴿ليوم الحساب﴾ أي: في يوم الحساب أو لأجله فإن الحساب علة الوصول إلى الجزاء.
﴿إن هذا﴾ أي: المشار إليه إشارة الحاضر الذي لا يغيب ﴿لرزقنا ما له من نفاد﴾ أي: انقطاع وهذا إخبار عن دوام هذا الثواب.
تنبيه: من نفاد فاعل ومن مزيدة والجملة في محل نصب على الحال من رزقنا أي: غير نافد ويجوز أن يكون خبراً ثانياً لأن أي: دائم.
ولما وصف تعالى ثواب المؤمنين وصف بعده عقاب الظالمين ليكون الوعيد مذكوراً عقب الوعد والترغيب عقب الترهيب بقوله تعالى:
﴿هذا وإن للطاغين لشر مآب﴾ أي: مرجع هذا في مقابلة قوله تعالى: ﴿وإن للمتقين لحسن مآب﴾ (ص: ٤٩)
(٩/٣٢٦)
---