﴿إن الله﴾ أي: الذي له جميع صفات الكمال ﴿يحكم بينهم﴾ أي: وبين المسلمين ﴿فيما هم فيه يختلفون﴾ أي: من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ﴿إن الله﴾ أي: الملك القادر ﴿لا يهدي﴾ أي: لا يرشد ﴿من هو كاذب﴾ أي: في قوله إن الآلهة تشفع لهم مع علمهم بأنها جمادات خسيسة وفي نسبة الولد إلى الله تعالى ﴿كفار﴾ أي: بعبادته غير الله تعالى.
(٩/٣٤٣)
---
﴿لو أراد الله﴾ أي: الذي له الإحاطة بصفات الكمال ﴿أن يتخذ ولداً﴾ أي: كما قالوا اتخذ الرحمن ولداً ﴿لاصطفى﴾ أي: اختار ﴿مما يخلق ما يشاء﴾ أي: اتخذ ولداً غير من قالوا الملائكة بنات الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله، كما قال تعالى ﴿لو أردنا أن نتخذ لهواً﴾ أي: كما زعموا ﴿لاتخذناه من لدنا﴾ (الأنبياء: ١٧)
إذ لا موجود سواه إلا وهو مخلوقه ومن البين أن المخلوق لا يماثل الخالق فيقوم مقام الولد له.
ثم نزه نفسه سبحانه فقال تعالى شأنه ﴿سبحانه﴾ أي: تنزيهاً له عن ذلك وعما لا يليق بطهارته ثم أقام الدليل على هذا التنزيه المقتضي فقال تعالى: ﴿هو﴾ أي: الفاعل لهذا الفعال القائل لهذه الأقوال ﴿الله﴾ أي: الجامع لجميع صفات الكمال ثم ذكر من الأوصاف ما هو كالعلة لذلك فقال: ﴿الواحد﴾ أي: في ملكه الذي لا شريك له ولا ولد ولا والد له ﴿القهار﴾ أي: الغالب الكامل القدرة فكل شيء تحت قدرته.
ولما ثبتت هذه الصفات التي نفت أن يكون له شريك أو ولد وأثبتت له الكمال المطلق استدل على ذلك بقوله تعالى: