وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخل إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول: اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين».
﴿إن في ذلك﴾ أي: التوفي والإمساك والإرسال ﴿لآيات﴾ أي: دلالات على كمال قدرته وحكمته ورحمته. وقال مقاتل: لعلامات ﴿لقوم يتفكرون﴾ أي: فيعلمون أن القادر على ذلك قادر على البعث، فإن قيل: قوله تعالى ﴿الله يتوفى الأنفس﴾ (الزمر: ٤٢)
يدل على أن المتوفي هو الله تعالى ويؤيده قوله تعالى: ﴿الذي خلق الموت والحياة﴾ (الملك: ٢)
وقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام :﴿ربي الذي يحيي ويميت﴾ (البقرة: ٢٥٨)
وقال تعالى في آية أخرى ﴿إذا جاء أحدهم الموت توفته رسلنا﴾ (الأنعام: ٦١)
فكيف الجمع؟ أجيب: بأن المتوفي في الحقيقة هو الله تعالى إلا أنه تعالى فوض كل نوع إلى ملك من الملائكة ففوض قبض الأرواح إلى ملك الموت وهو الرئيس وتحته أتباع وخدم فأضيف التوفي في آية إلى الله تعالى وهي الإضافة الحقيقية، وفي آية إلى ملك الموت لأنه الرئيس في هذا العمل وفي آية إلى: أتباعه ثم إن الكفار أوردوا على هذا الكلام سؤالاً فقالوا: نحن لا نعبد هذه الأصنام لاعتقاد أنها تضر وتنفع وإنما نعبدها لأجل أنها تماثيل لأشخاص كانوا عند الله تعالى من المقربين فنحن نعبدها لتشفع لنا أولئك المقربون عند الله تعالى فأجاب الله سبحانه عنه بقوله تعالى:
﴿أم اتخذوا﴾ أي: كلفوا أنفسهم بعد وضوح الدلائل عندهم ﴿من دون الله﴾ أي: الذي لا مكافئ له ولا مداني ﴿شفعاء﴾ أي: تشفع لهم عند الله تعالى.
(٩/٣٨٨)
---