وقوله تعالى: ﴿ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾ (الكهف: ٤٩)
وقيل: الكتاب اللوح المحفوظ تقابل به الصحف، وقيل: الكتاب الذي أنزل إلى كل أمة تعمل به، واقتصر على هذا البقاعي. ﴿وجيء بالنبيين﴾ أي: للشهادة على أممهم واختلف في قوله تعالى: ﴿والشهداء﴾ فقال ابن عباس: يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة وهم: محمد ﷺ وأصحابه لقوله تعالى: ﴿جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس﴾ (البقرة: ١٤٣)
وقال عطاء ومقاتل: يعني الحفظة لقوله تعالى: ﴿وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد﴾ (ق: ٢١)
وقيل: هم المستشهدون في سبيل الله.
ولما بين تعالى أنه يوصل إلى كل واحد حقه عبر عن هذا المعنى بأربع عبارات أولها قوله تعالى: ﴿وقضى بينهم﴾ أي: العباد ﴿بالحق﴾ أي: العدل، ثانيها: قوله تعالى: ﴿وهم لا يظلمون﴾ أي: لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم، ثالثها: قوله تعالى:
﴿ووفيت كل نفس ما عملت﴾ أي: جزاء ما عملته، رابعها: قوله تعالى: ﴿وهو أعلم بما يفعلون﴾ أي: فلا يفوته شيء من أفعالهم ثم فصل التوفية بقوله تعالى مقدماً أهل الغضب:
﴿وسيق الذين كفروا﴾ أي: بالعنف والدفع ﴿إلى جهنم﴾ كما قال تعالى: ﴿يوم يدعون إلى نار جهنم دعا﴾ (الطور: ١٣)
(٩/٤١٣)
---