﴿والذين اتخذوا من دونه﴾ أي: غير الله تعالى ﴿أولياء﴾ أي: أنداداً وشركاء يعبدونهم كالأصنام ﴿الله﴾ أي: المحيط بصفات الكمال ﴿حفيظ﴾ أي: رقيب ومراع وشهيد ﴿عليهم﴾ أي: على أعمالهم ولا يغيب عنه شيء من أعمالهم فهو إن شاء أبقاهم على كفرهم وجازاهم عليه بما أعد للكافرين، وإن شاء تاب عليهم ومحا ذلك عيناً وأثراً ولم يعاقبهم، وإن شاء محاه عيناً وأبقى الأثر حتى يعاقبهم ﴿وما أنت﴾ يا أشرف الرسل ﴿عليهم بوكيل﴾ أي: حتى يلزمك أن تراعي جميع أحوالهم من أقوالهم وأفعالهم فتحفظها وتقسرهم على تركها ونحو ذلك مما يتولاه الوكيل بما يقوم فيه مقام الموكل سواء قالوا لا تسمعوا لهذا القرآن أم قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وغير ذلك إذ ما عليك إلا البلاغ.
(١٠/٦٣)
---
﴿وكذلك﴾ أي: ومثل ذلك الإيحاء ﴿أوحينا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿إليك قرآناً﴾ أي: جامعاً لكل حكمة مع الفرق لكل ملتبس ﴿عربياً﴾ فهو بين الخطاب واضح الصواب معجز الجناب ﴿لتنذر﴾ أي: به ﴿أم القرى﴾ أي: أهل مكة التي هي أم الأرض وأصلها منها دحيت، أو لشرفها أوقع الفعل عليها عداً لها عداد العقلاء أو غير ذلك إذ ما عليك إلا البلاغ، وقوله تعالى ﴿ومن حولها﴾ معطوف على أهل المقدر قبل أم القرى، والمفعول الثاني محذوف أي: العذاب والمراد بمن حولها: قرى الأرض كلها من أهل البدو والحضر وأهل المدر والوبر، والإنذار: التخويف ﴿وتنذر﴾ أي: الناس.