وروي: «أنه ينزل على ثنية بالأرض المقدسة يقال لها: أنيق وبيده حربة وعليه مخصرتان وشعر رأسه دهين يقتل الدجال ويأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر، وروي في صلاة الصبح فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلي خلفه على شريعة محمد ﷺ ثم يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به». وقال النبي ﷺ «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم». وقال الحسن وجماعة. وإنه أي: القرآن لعلم للساعة يعلمكم قيامها ويخبركم أحوالها وأهوالها ﴿فلا تمترن بها﴾ حذف منه نون الرفع للجزم وواو الضمير لالتقاء الساكنين من المرية وهي الشك أي: لا تشكن فيها وقال ابن عباس: لا تكذبوا بها ﴿واتبعوني﴾ أي: أوجدوا تبعكم لي ﴿هذا﴾ أي: كل ما أمرتكم به من هذا أو غيره ﴿صراط﴾ أي: طريق واضح ﴿مستقيم﴾ أي: لا عوج له، وقرأ أبو عمرو بإثبات الياء في الوصل دون الوقف والباقون بغير ياء وصلاً وقفاً.
﴿ولا يصدنكم الشيطان﴾ أي: عن هذا الطريق الواضح الواسع المستقيم الموصل إلى المقصود بأيسر سعي ﴿إنه لكم﴾ أي: عامة وأكد الخبر لأن أفعال التابعين له أفعال من ينكر عداوته ﴿عدو مبين﴾ أي: واضح العداوة في نفسه مناد بها وذلك بإبلاغه في عداوة أبيكم آدم عليه السلام حتى أنزلكم بإنزاله عن محل الراحة إلى موضع النصب عداوة ناشئة عن الحسد فهي لا تنفك أبداً.
﴿ولما جاء عيسى﴾ أي: إلى بني إسرائيل ﴿بالبينات﴾ أي: المعجزات أي: بآيات الإنجيل وبالشرائع الواضحات ﴿قال﴾ منبهاً لهم ﴿قد جئتكم﴾ بما يدلكم قطعاً على أني آية من عند الله وكلمة منه ﴿بالحكمة﴾ أي: الأمر المحكم الذي لا يستطاع نقضه، ولا يدفع بالمعاندة لأخلصكم بذلك مما وقعتم فيه من الضلال ﴿ولأبين لكم﴾ أي: بياناً واضحاً ﴿بعض الذي تختلفون﴾ أي: الآن ﴿فيه﴾ ولا تزالون تجددون الخلاف بسببه، فإن قيل: لِمَ لم يبين لهم كل الذي يختلفون فيه؟.
(١٠/١٦٣)
---