﴿ولا يملك﴾ أي: بوجه من الوجوه في وقت ما ﴿الذين يدعون﴾ أي: يعبدون أي: الكفار ﴿من دونه﴾ أي: الله تعالى ﴿الشفاعة﴾ كما زعموا أنهم شفعاؤهم عند الله وقوله تعالى ﴿إلا من شهد بالحق﴾ أي: قال: لا إله إلا الله، فيه قولان؛ أحدهما: أنه متصل إن أريد بالموصول كل ما عبد من دون الله والمعنى: لا يقدر هؤلاء أن يشفعوا لأحد إلا من شهد بالحق ﴿وهم يعلمون﴾ أي: بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى ومريم وعزير والملائكة فإنهم يملكون أن يشفعوا للمؤمنين بتمليك الله تعالى إياهم لها، والثاني: هو منقطع إن خص بالأصنام.
﴿ولئن سألتهم﴾ أي: الكفار مع ادعائهم الشريك ﴿من خلقهم﴾ أي: العابدين والمعبودين معاً ﴿ليقولون الله﴾ أي: الذي له جميع صفات الكمال لتعذر المكابرة من فرط ظهوره ﴿فأنى﴾ أي: فكيف وأي جهة بعد أن أثبتوا له الخلق والأمر ﴿يؤفكون﴾ أي: يصرفون عن اتباع رسولنا الآمر لهم بتوحيدنا في العبادة كما أنا توحدنا في الخلق. وقرأ:
﴿وقيله﴾ أي: قول محمد ﷺ عاصم وحمزة بخفض اللام والهاء على معنى وعنده علم الساعة وعلم قبله، والباقون بنصب اللام ورفع الهاء على المصدر بفعله المقدر أي: وقال ﴿يا رب إن هؤلاء قوم﴾ أي: أقوياء على الباطل ولم يضفهم إلى نفسه بأن يقول قومي ونحو ذلك من العبارات ولا سماهم باسم قبيلتهم لما شأنه من حالهم ﴿لا يؤمنون﴾ أي: لا يتجدد منهم هذا الفعل أصلاً.
(١٠/١٧٨)
---