﴿وإذا حشر﴾ أي: جمع بكره على أيسر وجه وأسهل أمر. ﴿الناس﴾ أي: يوم القيامة ﴿كانوا﴾ أي: المدعوّون ﴿لهم﴾ أي: الداعين ﴿أعداء﴾ ويعطيهم الله تعالى قوّة الكلام فيخاطبونهم بكل ما يخاطب به العدوّ عدوّه ﴿وكانوا﴾ أي: المعبودون ﴿بعبادتهم﴾ أي: الداعين وهم المشركون إياهم.
﴿كافرين﴾ أي: جاحدين لأنهم كانوا عنها غافلين، كما قال تعالى في سورة يونس عليه السلام ﴿وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون﴾ (يونس: ٢٨) ثم بين تعالى أنهم في نهاية الغباوة بإنكار ما لا شيء أبين منه. بقوله سبحانه:
﴿وإذا تتلى﴾ أي: تقرأ من أي قارئ كان على وجه المتابعة ﴿عليهم﴾ أي: هؤلاء البعداء البغضاء ﴿آياتنا﴾ التي لا أعظم منها في أنفسها بإضافتها إلينا وهي القرآن وقوله تعالى: ﴿بينات﴾ أي: ظاهرات حال قالوا هكذا كان الأصل. ولكنه تعالى بين الوصف الحامل لهم على القول فقال عز وجل: ﴿قال الذين كفروا﴾ أي: ستروا تلك الأنوار التي أبرزتها تلك التلاوة لها هكذا كان الأصل ولكن قال تعالى ﴿للحق﴾ أي: لأجله ﴿لما﴾ أي: حين ﴿جاءهم﴾ أي: من غير نظر وتأمّل ﴿هذا﴾ أي: الذي يتلى ﴿سحر﴾ أي: خيال لا حقيقة له ﴿مبين﴾ أي: ظاهر في أنه خيال باطل.
(١١/٥)
---


الصفحة التالية
Icon