﴿حتى إذا بلغ أشده﴾ لا بد فيه من جملة محذوفة. تكون حتى غاية لها، أي: عاش واستمّرت حياته حتى إذا بلغ أشده قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء: الأشد ثماني عشرة سنة، وقيل: نهاية قوّته وغاية شبابه واستوائه، وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة فذلك قوله تعالى: ﴿وبلغ أربعين سنة﴾ وقال السدي والضحاك: نزلت في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقيل: نزلت في أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: وأبيه أبي قحافة عثمان بن عمرو وأمّه أم الخير بنت صخر بن عمرو وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه الآية في أبي بكر الصدّيق أسلم أبواه جميعاً ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أبواه غيره، أوصاه الله تعالى بهما ولزم ذلك من بعده، وكان أبو بكر يصحب النبيّ ﷺ وهو ابن ثماني عشرة سنة والنبيّ ﷺ ابن عشرين سنة في تجارته إلى الشام، فلما بلغ أربعين سنة، وتنبأ النبيّ ﷺ آمن به ثم آمن أبواه، ثم ابنه عبد الرحمن، وابن عبد الرحمن أبو عتيق ثم إنّ أبا بكر دعا ربه بأن ﴿قال رب أوزعني﴾ أي: ألهمني، وقرأ ورش والبزي: بفتح الياء في الوصل، والباقون بسكونها ﴿أن أشكر نعمتك التي أنعمت﴾ أي: بها ﴿علي﴾ أي: وعلى أولادي ﴿وعلى والديّ﴾ وهي: التوحيد.
(١١/١٨)
---