﴿في أصحاب الجنة﴾ في محل الحال أي: كائنين في جملة أصحاب الجنة. كقولك أكرمني الأمير في أصحابه أي: في جملتهم. وقيل: خبر مبتدأ مضمر أي: هم في أصحاب الجنة وقوله تعالى: ﴿وعد الصدق﴾ مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة لأنّ قوله تعالى: ﴿أولئك الذين يتقبل عنهم﴾ في معنى الوعد. فيكون قوله تعالى: ﴿يتقبل﴾، و﴿يتجاوز﴾ وعداً من الله تعالى لهم بالتقبل والتجاوز. والمعنى يعامل من صفته ما قدّمنا بهذا الجزاء. وذلك وعد من الله تعالى صدق، لكونه مطابقاً للواقع ﴿الذي كانوا يوعدون﴾ أي: يقع لهم الوعد به في الدنيا ممن لا أصدق منهم، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام حين أخبروا بقوله تعالى: ﴿وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات﴾ (التوبة: ٧٢)
ولما وصف تعالى الولد البار بوالديه وصف الولد العاق لهما. بقوله تعالى:
(١١/٢١)
---