﴿وقد﴾ أي: والحال أنّه قد ﴿خلت النذر﴾ أي: مرّت ومضت الرسل الكثيرون ﴿من بين يديه﴾ أي: قبل هود، كنوح وشيث وآدم عليهم السلام ﴿ومن خلفه﴾ أي: بعده والمعنى؛ أنّ الرسل الذين بعثوا قبله، والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره، والجملة حال، أو اعتراض. ولما أشار إلى كثرة الرسل، ذكر وحدتهم في أصل الدعاء، فقال مفسراً للإنذار معبراً بالنهي ﴿أن لا تعبدوا﴾ أي: أيها العباد المنذرون، بوجه من الوجوه شيئاً من الأشياء ﴿إلا الله﴾ أي: الملك الذي لا ملك غيره، ولا خالق سواه، ولا منعم إلا هو فإني أراكم تشركون به من لم يشركه في شيء من تدبيركم والملك لا يقرّ على مثل هذا ﴿إني أخاف عليكم﴾ لكونكم قومي، وأعز الناس عليّ ﴿عذاب يوم عظيم﴾ أي لا يدع جهة إلا ملأها عذابه إن أصررتم على ما أنتم فيه من الشرك.
(١١/٢٧)
---
﴿قالوا﴾ له في جوابه منكرين عليه ﴿أجئتنا﴾ أي: يا هود، ﴿لتأفكنا﴾ أي: لتصرفنا عن وجه أمرنا إلى قفاه ﴿عن آلهتنا﴾ فلا نعبدها، ولا نعتد بها ﴿فأتنا بما تعدنا﴾ من العذاب؛ سموا الوعيد وعداً ﴿إن كنت﴾ أي: يقال عنك كوناً ثابتاً ﴿من الصادقين﴾ في أنك رسول من الله، وأنه يأتينا بما تخافه علينا من العذاب إن أصررنا.I