(١١/٥٣)
---
محمد صلى الله عليه وسلم
وعن عمران بن حصين قال: أسر أصحاب رسول الله ﷺ رجلاً من عقيل فأوثقوه وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبيّ ﷺ ففداه رسول الله ﷺ بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف.
قوله تعالى: ﴿ذلك﴾ يجوز أن يكون خبر مبتدإ مضمر، أي: الأمر ذلك وأن ينتصب بإضمار افعلوا قال الرازي: ويحتمل أن يقال: ذلك واجب. أو مقدّم كما يقول القائل إن فعلت فذاك. أي: فذاك مقصود ومطلوب، قال المفسرون: ومعناه ذلك الذي ذكرت وبينت من حكم الكفار. ﴿ولو يشاء الله﴾ أي: الملك الأعظم الذي له جميع الكمال ﴿لاتنصر منهم﴾ أي: بنفسه من غير أحد انتصاراً عظيماً، فيهلكهم بأن لا يبقي منهم أحداً وكفاكم أمرهم بغير قتال.
﴿ولكن﴾ أمركم بذلك ﴿ليبلو﴾ أي يختبر ﴿بعضكم ببعض﴾ أي يفعل في ذلك فعل المختبر، ليرتب عليه الجزاء فيصير من قتل من المؤمنين إلى الجنة ومن قتل من الكافرين إلى النار.
فإن قيل: فما فائدة الابتلاء مع حصول العلم عند المبتلي، فإذا كان الله تعالى عالماً بجميع الأشياء فأي فائدة فيه؟ أجيب: بأن هذا السؤال كقول القائل: لم عاقب الكافر وهو مستغن؟ ولم خلق النار محرقة وهو قادر على أن يخلقها بحيث تنفع ولا تضرّ؟ وجوابه: ﴿لا يسئل عما يفعل﴾ (الأنبياء: ٢٣)
. ونزل يوم أحد لما فشا في المسلمين القتل والجراحات ﴿والذين قتلوا في سبيل الله﴾ أي: لأجل تسهيل طريق الملك الأعظم المتصف بجميع صفات الكمال ﴿فلن يضلّ﴾ أي: لا يضيع ولا يبطل ﴿أعمالهم﴾ وقرأ أبو عمرو وحفص: بضم القاف وكسر التاء مبنياً للمفعول على معنى أنه أصاب القتل بعضهم كقوله تعالى ﴿قاتل معه ربيون﴾ (آل عمران: ١٤٦)
والباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما أي جاهدوا.
(١١/٥٤)
---


الصفحة التالية
Icon