وقال هنا ﴿وكان الله﴾ أي: الملك الذي لا أمر لأحد معه أزلاً وأبداً ﴿عزيزاً﴾ أي: يغلب ولا يغلب ﴿حكيماً﴾ أي: يضع الشيء في أحكم مواضعه فلا يستطاع نقض شيء مما ينسب إليه أجيب: بأنه لما كان في جنود السموات والأرض من هو للرحمة ومن هو للعذاب وعلم الله تعالى ضعف المؤمنين ناسب أن تكون خاتمة الآية الثانية ﴿وكان الله عزيزاً حكيماً﴾.
﴿إنا﴾ أي: بما لنا من العز والحكمة ﴿أرسلناك﴾ أي: بما لنا من العظمة إلى الخلق كافة ﴿شاهداً﴾ على أفعالهم من كفر وإيمان وطاعة وعصيان من كان بحضرتك فبنفسك ومن كان بعد موتك أو غائباً عنك فبكتابك مع ما أيدناك به من الحفظة من الملائكة الكرام ﴿ومبشراً﴾ أي: لمن أطاع بأنواع البشائر ﴿ونذيراً﴾ أي مخوّفاً لمن خالفك وعصى أمرك بالنار. ثم بين تعالى فائدة الإرسال.
(١١/٩٣)
---


الصفحة التالية
Icon