(١١/١٠٦)
---
ولو كنت اليوم مبصراً لأريتكم مكان الشجرة».
وقيل: «كان رسول الله ﷺ جالساً في أصل الشجرة وعلى ظهره غصن من أغصانها قال عبد الله بن المغفل: وكنت قائماً على رأسه وبيدي غصن من الشجرة أذب عنه فرفعت الغصن عن ظهره وبايعوه على الموت دونه على أن يفرّوا فقال لهم رسول الله ﷺ أنتم اليوم خير أهل الأرض» وكان عدد المبايعين ألفاً وخمسمائة وخمسة وعشرين. وروى سالم عن جابر قال: كنا خمس عشرة مائة. وقال عبد الله بن أبي أوفى: كنا أصحاب الشجرة ألفاً وثلاثمائة. ولما دل على إخلاصهم بما وصفهم سبب عنه قوله تعالى ﴿فعلم﴾ أي: بما له من الإحاطة ﴿ما في قلوبهم﴾ أي: من الصدق والوفاء فيما بايعوا عليه ﴿فأنزل السكينة﴾ أي الطمأنينة والأمن بسبب الصلح ﴿عليهم﴾ أو بالتشجيع وسكون النفس في كل حالة ترضي الله ورسوله فلم يخافوا عاقبة القتال لما ندبوا إليه وإن كانوا في كثرة الكفار كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ﴿وأثابهم﴾ أي: أعطاهم جزاء لهم على ما وهبوه من الطاعة ﴿فتحاً قريباً﴾ هو فتح خيبر عقب انصرافهم. وعن الحسن: فتح هجر، ونبه تعالى بصيغة منتهى الجموع في قوله تعالى.
﴿ومغانم﴾ على أنها عظيمة ثم صرّح بذلك بقوله تعالى ﴿كثيرة تأخذونها﴾ وهي مغانم خيبر وكانت أرضاً ذات عقار وأموال، فقسمها رسول الله ﷺ بينهم ﴿وكان الله﴾ أي: الذي لا كفء له ﴿عزيزاً﴾ يغلب ولا يغلب ﴿حكيماً﴾ أي: يقضي ما يريد فلا ينقض فحكم لكم بالغنائم ولإعدائكم بالهلاك على أيديكم ليثيبكم عليه.
(١١/١٠٧)
---