﴿إن الله﴾ أي: المحيط بكل شيء قدرة وعلماً ﴿يعلم غيب السموات﴾ أي: ما غاب فيها كلها ﴿والأرض﴾ كذلك ولما أريد التعميم من غير تقييد بالخافقين أظهر ولم يضمر قوله تعالى: ﴿والله﴾ أي الذي له الإحاطة بذلك وبغيره مما لا تعلمون ﴿بصير﴾ أي: عالم أتم العلم ﴿بما تعملون﴾ أي: من ظاهر إسلامكم في الماضي والحاضر والآتي سواء أكان ظاهراً أم باطناً سواء أكان قد حدث فصار بحيث تعلمونه أنتم أو كان مفروزاً في جبلاتكم وهو خفيّ عنكم. وقرأ ابن كثير: بالياء التحتية على الغيبة نظراً لقوله تعالى: ﴿يمنون﴾ وما بعده والباقون بالفوقية على الخطاب نظراً إلى قوله تعالى: ﴿لا تمنوا عليّ إسلامكم﴾ إلى آخره وفي هذه الآية إشارة إلى أنه يبصر أعمال جوارحكم الظاهرة والباطنة لا يخفى عليه شيء وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر بعدد من أطاع الله وعصاه» حديث موضوع.
سورة ق
مكية إلا قوله تعالى ﴿ولقد خلقنا السموات والأرض﴾ الآيةمدنية، وهي خمس وأربعون آية وثلاثمائة وسبع وخمسون كلمةوألف وأربعمائة وأربعة وتسعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ أي: الذي أحاط علمه بجيمع خلقه العاكف منهم والبادي ﴿الرحمن﴾ أي الذي عمّ خلقه برحمته حين أرسل إليهم بشرائعه أصدق العباد ﴿الرحيم﴾ أي: الذي خص بالفوز في دار القرار أهل الرشاد واختلف في تفسير قوله عز من قائل:
(١١/١٧١)
---