﴿فويل﴾ أي شدّة عذاب ﴿للذين كفروا﴾ أي ستروا ما ظهر من هذه الأدلة التي لا يسع عاقلاً إنكارها ﴿من يومهم الذي يوعدون﴾ أضافه إليهم لأنه خاص بهم دون المؤمنين، وهو يوم القيامة وقيل يوم بدر وحذف العائد لاستكمال شروطه أي يوعدونه، وقرأ حمزة والكسائي في الوصل بضم الهاء والميم، وأبو عمرو بكسر الهاء والميم والباقون بكسر الهاء وضم الميم وأما الوقف عليها فالجميع بكسر الهاء وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال من «قرأ سورة الذاريات أعطاه الله تعالى عشر حسنات بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا» حديث موضوع والله أعلم.
سورة الطور
مكية وهي تسع وأربعون آية وثلاثمائةواثنتا عشرة كلمة وألف وخمسمائة حرف
﴿بسم الله﴾ الملك الأعظم ذي الملك والملكوت ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ خلقه بالرحموت ﴿الرحيم﴾ الحيّ الذي لا يموت.
وقوله تعالى: ﴿والطور﴾ وما بعده أقسام جوابها ﴿إنّ عذاب ربك لواقع﴾ والواوات التي بعد الأولى عواطف لا حروف قسم كما قاله الخليل.
والطور: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وهو بمدين أقسم الله تعالى به وقيل: هو الجبل الذي قال الله تعالى ﴿وطور سنين﴾ وقيل هو اسم جنس.
تنبيه: مناسبة هذه السورة لما قبلها من حيث الافتتاح بالقسم وبيان الحشر فيهما.
(١١/٢٤٠)
---
والمراد بالكتاب في قوله تعالى ﴿وكتاب مسطور﴾ أي: متفق الكتابة بسطور مصفوفة في حروف مرتبة جامعة لكلمات متفقة هو كتاب موسى عليه السلام وهو التوراة وقيل: القرآن وقيل: اللوح المحفوظ وقيل: صحائف أعمال الخلق قال تعالى ﴿ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً﴾ (الإسراء: ١٣)
وقوله تعالى: ﴿في رق﴾ متعلق بمسطور أي مكتوب في رق والرق: الجلد الرقيق يكتب فيه وقال الراغب: الرق ما يكتب فيه شبه كاغد ا. ه. فهو أعمّ من كونه جلداً وغيره ﴿منشور﴾ أي مبسوط مهيأ للقراءة.