فمعناه ليس له إلا ما يسعى فما بال الأضعاف؟ قال الحسين: يجوز أن لا يكون الندم توبة في تلك الأمة، ويكون في هذه الأمة لأنّ الله تعالى خص هذه الأمة بخصائص لم تشاركهم فيها الأمم. وقيل: إنّ ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل ولكن على حمله، وأما قوله تعالى ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ فمعناه أنه ليس له إلا ما يسعى عدلاً ولي أن أجزيه بواحدة ألفاً فضلاً، وأما قوله تعالى: ﴿كل يوم هو شان﴾ فإنها شؤون يبديها لاشؤون يبتديها؛ فقام عبد الله: فقبل رأسه وسوغ خراجه.
﴿فبأي آلاء﴾ أي: نعم ﴿ربكما﴾ المدبر لكما هذا التدبر العظيم ﴿تكذبان﴾ أي: أبتلك النعم أم بغيرها؟.
﴿سنفرغ لكم﴾ أي سنقصد لحسابكم وجزائكم؛ وقرأ حمزة والكسائي: بعد السين بالياء التحتية والباقون بالنون ﴿أيه الثقلان﴾ أي: الإنس والجنّ وذلك يوم القيامة فإنه تعالى لا يفعل ذلك في غيره قال القرطبي: يقال فرغت من الشغل أفرغ فراغاً وفروغاً وتفرّغت لكذا واستفرغت مجهودي في كذا أي بذلت وليس بالله تعالى شغل يفرغ منه؛ وإنما المعنى سنقصد لمجازاتكم ومحاسبتكم فهو وعيد لهم وتهديد قاله ابن عباس والضحاك؛ كقول القائل لمن يريد تهديده: إذا أتفرّغ لك أي أقصدك وأنشد ابن الأنباري لجرير:
*الآن وقد فرغت إلى نمير ** فهذا حين كنت لهم عذابا*
يريد: وقد قصدت، وأنشد الزجاج والنحاس:
*فرغت إلى العبد المقيد في الحجل*
(١١/٣٦٤)
---