﴿قل﴾ أي: لهؤلاء ولكل من كان مثلهم وأكد لإنكارهم ﴿إن الأولين﴾ أي: الذين جعلتم الاستبعاد فيهم وهم الآباء ﴿والآخرين﴾ وهم الأبناء ﴿لمجموعون﴾ أي: في المكان الذي يكون فيه الحساب ﴿إلى ميقات يوم﴾ أي: زمان ﴿معلوم﴾ أي: معين عند الله تعالى وهو يوم القيامة إذ هو من شأنه أن يعلم بما عليه من الأمارات والميقات ما وقت به الشيء من زمان أو مكان إلى حد ﴿ثم إنكم﴾ أي: بعد هذا الجمع ﴿أيها الضالون﴾ أي: الذين غلبت عليهم الغباوة فهم لا يفهمون فضلوا عن الهدى ثم اتبع ذلك ما أوجب الحكم عليهم بالضلال فقال تعالى: ﴿المكذبون﴾ بالبعث والخطاب لأهل مكة ومن في مثل حالهم ﴿لآكلون من شجر من زقوم﴾ وهو من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها الله تعالى في الجحيم فهو في غاية الكراهة وبشاعة المنظر ونتن الرائحة وقد مرّ الكلام على ذلك في الصافات
(١١/٤١٧)
---
تنبيه: من الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الشجر ﴿فمالؤن﴾ أي: ملأ هو في غاية الثبات وأنتم في غاية الإقبال عليه مع ما هو عليه من عظيم الكراهة ﴿منها﴾ أي: الشجر وأنثه لأنه جمع شجرة وهو اسم جنس، قال البقاعي: وهم يكرهون الإناث فتأنيثه والله أعلم زيادة في تنفيرهم؛ وقال الزمخشري: أنت ضمير الشجر على المعنى وذكره على اللفظ في قوله: ﴿منها﴾ وعليه وهو لف ونشر مرتب ﴿البطون﴾ أي: يضطركم إلى تناول هذا الكريه حتى تملؤا بطونكم منه.