وقال ابن سريج: كان كعب يقول: في الباب الذي يسمى باب الرحمة في بيت المقدس إنه الباب الذي قال الله تعالى: ﴿فضرب بينهم بسور له باب﴾ الآية، وقيل: السور عبارة عن منع المنافقين عن طلب المؤمنين ﴿ينادونهم﴾ أي: ينادي المنافقون الذين آمنوا ويترققون لهم ﴿ألم نكن معكم﴾ أي: في الدنيا نصلي ونصوم فنستحق المشاركة فيما صرتم إليه بسبب ذلك الذي كنا معكم فيه ﴿قالوا﴾ أي: الذين آمنوا ﴿بلى﴾ أي: كنتم معنا في الظاهر ﴿ولكنكم فتنتم أنفسكم﴾ أهلكتموها بالنفاق والكفر واستعملتموها في المعاصي والشهوات وكلها فتنة ﴿وتربصتم﴾ أي: بالإيمان والتوبة وبمحمد ﷺ وقلتم: يوشك أن يموت فنستريح منه ﴿وارتبتم﴾ أي: شككتم في الدين وفي نبوة محمد ﷺ وفيما وعدكم به ﴿وغرّتكم الأمانيّ﴾ أي: ما تتمنون من الإرادات التي معها شهوة عظيمة من الأطماع الفارغة التي لا سبب لها غير شهوة النفس إياها بما كنتم تتوقعون لنا من دوائر السوء ﴿حتى جاء أمر الله﴾ أي: قضاء الملك المتصف بجميع صفات الكمال فلا كفؤ له ولا خلف وقرأ قالون وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المدّ والقصر، وقرأ ورش وقنبل بتسهيل الثانية، وأيضاً لهما إبدالها والباقون بتحقيقهما، وأمال الألف بعد الميم حمزة وابن ذكوان، والباقون بالفتح وإذا وقف حمزة وهشام أبدلا الهمزة الثانية مع المدّ والتوسط والقصر ﴿وغرّكم بالله﴾ أي: الملك الذي له جميع العظمة ﴿الغرور﴾ أي: من لا صنع له إلا الكذب وهو الشيطان فإنه يزين لكم بغروره التسويف ويقول: إنّ الله غفور رحيم وعفو كريم وماذا عسى أن تكون ذنوبكم عنده وهو عظيم ومحسن وحليم ونحو ذلك فلا يزال حتى يوقع الإنسان فإذا أوقعه واصل عليه مثل ذلك حتى يتمادى فإذا تمادى صار الباعث له حينئذ من قبل نفسه فصار طوع يده ﴿فاليوم﴾ أي: بسبب أفعالكم تلك ﴿لا يؤخذ منكم فدية﴾ أي: نوع من أنواع الفداء وهو البدل والعوض للنفس على أي حال كان من قلة أو