(١/٤٨٧)
---
بلغت وليس إليك الهداية ﴿وا بصير بالعباد﴾ أي: عالم بمن يؤمن، وبمن لا يؤمن فيجازي كلاً منهم بعمله، وهذا قبل الأمر بالقتال.
﴿إنّ الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط﴾ أي: بالعدل ﴿من الناس﴾ وهم اليهود قتل أوّلهم الأنبياء وقتلوا أتباعهم، ومن في عصره ﷺ كفروا به وقصدوا قتله ﷺ والمؤمنين لكن الله تعالى عصمهم.
وعن أبي عبيدة بن الجرّاح قلت: «يا رسول الله أي الناس أشدّ عذاباً يوم القيامة؟ قال رجل قتل نبياً أو رجلاً أمر بمعروف ونهى عنه». وروي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبياً فنهاهم مائة وسبعون من عبادهم فقتلوهم من يومهم وخبر إن ﴿فبشرهم﴾ أي: أعلمهم ﴿بعذاب أليم﴾ أي: مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم.
فإن قيل: لم أدخل الفاء في خبر إن مع أنه لا يقال أن زيداً فقائم أجيب: بأن الموصول متضمن معنى الشرط فكأنه قيل: الذين يكفرون فبشرهم بمعنى من يكفر فبشرهم.
﴿أولئك الذين حبطت أعمالهم﴾ أي: ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ﴿في الدنيا والآخرة﴾ فلا يعتدّ بها لعدم شرطها ﴿وما لهم من ناصرين﴾ أي: مانعين عنهم العذاب.
(١/٤٨٨)
---


الصفحة التالية
Icon