﴿ألم تر﴾ أي: تعلم علماً هو في وضوحه كالرؤية بالعين ﴿أنّ الله﴾ أي: الذي له صفات الكمال كلها ﴿يعلم ما في السموات﴾ كلها ﴿وما في الأرض﴾ كذلك كليات ذلك وجزئياته لا يغيب عنه شيء منه بدليل أنّ تدبيره محيط بذلك على أتم ما يكون، وهو يخبر من شاء من أنبيائه وأصفيائه بما يشاء من أخبار ذلك القاصية والدانية والماضية والآتية فيكون كما أخبر، وقوله تعالى: ﴿ما يكون من نجوى﴾ يكون فيه من كان التامة، ومن نجوى فاعلها، ومن مزيدة فيه أي: ما يقع من تناجي ﴿ثلاثة﴾ ويجوز أن يقدره مضاف أي: أهل نجوى فيكون ثلاثة صفة لأهل وإن يؤوّل نجوى بمتناجين جعلوا نجوى مبالغة فيكون ثلاثة صفة لنجوى واشتقاقها من النجوة وهي ما ارتفع من الأرض فإنّ السر يرتفع إلى الذهن لا يتيسر لكل أحد أن يطلع عليه وقوله تعالى: ﴿إلا هو رابعهم﴾ استثناء من أعمّ الأحوال.
أي: ما يوجد شيء من هذه الأشياء في حال من الأحوال إلا وهو يعلم نجواهم كأنه حاضر معهم وشاهدهم كما تكون نجواهم عند الرابع الذي يكون معهم ﴿ولا خمسة﴾ أي: من نجواهم ﴿إلا هو سادسهم﴾ أي: يعلم نجواهم كما مرّ.
(١٢/٤)
---


الصفحة التالية
Icon