﴿إنما النجوى﴾ أي: المعهود وهي المنهي عنها ﴿من الشيطان﴾ أي: مبتدئة وممتدّة من المحترق بطرده عن رحمة الله تعالى، فإنه الحامل عليها بتزيينها ففاعلها تابع لأعدى أعدائه مخالف لأعظم أوليائه ﴿ليحزن﴾ أي: الشيطان ﴿الذين آمنوا﴾ أي: ليوهمهم أنها لسبب شيء وقع مما يؤذيهم، والحزن همّ غليظ وتوجع يدق، يقال: حزنه وأحزنه بمعنى، قال في القاموس: أو أحزنه جعله حزيناً.
وقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي من أحزنه، والباقون بفتح الياء وضم الزاي من حزن، والقراءة الأولى أشد في المعنى على ما في القاموس
﴿وليس﴾ أي: الشيطان أو ما حمل عليه من التناجي ﴿بضارهم﴾ أي: الذين آمنوا ﴿شيأ﴾ من الضرر وإن قلّ ﴿إلا بأذن الله﴾ أي: بمشيئة الملك المحيط علماً وقدرة.
(١٢/١٠)
---


الصفحة التالية
Icon