وقوله تعالى: ﴿للفقراء﴾ أي: الذين كان الإنسان منهم يعصب الحجر على بطنه من الجوع ويتخذ الحفرة في الشتاء لتقيه البرد وماله دثار غيرها بدل من لذي القربى، وما عطف عليه قاله الزمخشري. والذي منع الإبدال من لله وللرّسول والمعطوف عليهما وإن كان المعنى لرسول الله ﷺ لأنّ الله تعالى أخرج رسوله ﷺ من الفقراء في قوله تعالى: ﴿وينصرون الله ورسوله﴾ ولأنه تعالى يترفع برسوله ﷺ عن تسميته بالفقير، وقال غيره: إنه خبر لمبتدأ محذوف، أي: ولكن الفيء للفقراء.
وقيل تقديره: ولكن يكون للفقراء، وقيل تقديره: أعجبوا للفقراء، واقتصر على هذا التقدير الجلال المحلى. وإنما جعله الزمخشري بدلاً من لذي القربى لأنه حنفي، والحنفية يشترطون الفقر في إعطاء ذوي القربى من الفيء، ولذا قال البيضاوي: ومن أعطى أغنياء ذوي القربى، أي: كالشافعي خصص الإبدال بما بعده، أو الفيء بفيء بني النضير ا. ه. أوانهم كانوا عند نزول الآية كذلك، ثم خصص بالوصف بقوله تعالى: ﴿المهاجرين﴾ وقيد ذلك بقوله تعالى: ﴿الذين أخرجوا من ديارهم﴾ لأنّ الهجرة قد تطلق على من هجر أهل الكفر من غيره مفارقة الوطن وقوله تعالى: ﴿وأموالهم﴾ إشارة إلى أنّ المال لما كان يستره الإنسان كان كأنه ظرف له
(١٢/٥٢)
---