﴿وترزق من تشاء بغير حساب﴾ أي: رزقاً واسعاً. عن عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ «إنّ فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران شهد الله إلى قوله: ﴿إنّ الدين عند الله الإسلام﴾، ﴿وقل اللهمّ مالك الملك﴾ إلى قوله ﴿بغير حساب﴾ معلقات ما بينهنّ وبين الله عز وجل حجاب قلن يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك؟ قال الله عز وجل بي حلفت لا يقرأكنّ أحد دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان فيه ولأسكننه حظيرة قدسي ولأنظرن إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين مرّة ولأقضينّ له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة ولأعيذنه من كل عدوّ وحاسد ولأنصرنه منه».
﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء﴾ يوالونهم. عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما نزلت في المنافقين عبد الله بن أبيّ وأصحابه كانوا يتولون اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار يرجون أن يكون لهم الظفر على رسول الله ﷺ فأنزل الله هذه الآية ونهى المؤمنين أن يوالوا الكافرين لقرابة بينهم أو صداقة قبل الإسلام أو غير ذلك من الأسباب التي يتصادق بها ويتعاشر وقوله تعالى: ﴿من دون﴾ أي: غير ﴿المؤمنين﴾ إشارة إلى أنهم الأحقاء بالموالاة وأنّ في موالاتهم مندوحة عن موالاة الكفرة والمحبة في الله والبغض في الله باب عظيم وأصل من أصول الإيمان ﴿ومن يفعل ذلك﴾ أي: يوالي الكفرة ﴿فليس من الله﴾ أي: من ولاية الله ﴿في شيء﴾ يصح أن يسمى ولاية شرعية فإنّ ولاية المتعاديين لا يجتمعان لما بينهما من التضاد كما قال القائل:
*فليس أخي من ودّني رأي عينه ** ولكن أخي من ودّني في المغايب*
*تودّ عدوّي ثم تزعم أنني ** صديقك ليس النوك عنك بعازب*
(١/٤٩٥)
---


الصفحة التالية
Icon