ولما أثنى سبحانه وتعالى على المهاجرين والأنصار بما هم عليه وأهله أتبعهم ذكر التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين فقال تعالى: ﴿والذين جاؤوا﴾ أي: من أي طائفة كانوا ﴿من بعدهم﴾ أي بعد المهاجرين والأنصار، وهم من آمن بعد انقطاع الهجرة بالفتح، وبعد إيمان الأنصار الذين أسلموا مع النبيّ ﷺ إلى يوم القيامة ﴿يقولون﴾ على سبيل التجديد والاستمرار تصديقاً لإيمانهم بدعائهم ﴿ربنا﴾ أي: أيها المحسن إلينا بإيجاد من مهد الدين قبلنا ﴿اغفر لنا﴾ أي: أوقع ستر النقائص آثارها وأعيانها ﴿ولأخواننا﴾ أي: في الدين فإنهم أعظم أخوة، وبينوا العلة بقولهم ﴿الذين سبقونا بالإيمان﴾ قال ابن أبي ليلى الناس على ثلاثة منازل: المهاجرين، والذين تبوؤا الدار والإيمان، والذي جاؤوا من بعدهم فاجتهد أن لا تخرج من هذه المنازل. وقال بعضهم: كن مهاجراً، فإن قلت: لا أجد فكن أنصارياً، فإن لم تجد فاعمل بأعمالهم، فإن لم تستطع فأحبهم واستغفر لهم كما أمر الله تعالى.
(١٢/٦٢)
---