﴿قل﴾ لهم ﴿أطيعوا الله والرسول﴾ فيما يأمركم به من التوحيد ﴿فإن تولوا﴾ أي: أعرضوا عن الطاعة ﴿فإنّ الله لا يحب الكافرين﴾ أي: لا يرضى فعلهم ولا يغفر لهم وإنما أتى بالظاهر ولم يقل لا يحبهم لقصد العموم والدلالة على أنّ التولي كفر وأنه من هذه الحيثية ينفي محبة الله وأنّ محبته مخصوصة بالمؤمنين، ولما أوجب الله سبحانه وتعالى طاعة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبيّن أنها الجالبة لمحبة الله عقب ذلك ببيان مناقبهم تحريضاً على الطاعة فقال تعالى:
﴿إن الله اصطفى﴾ أي: اختار ﴿آدم ونوحاً وآل إبراهيم﴾ وهم إسمعيل وإسحق وأولادهما الرسل وقد دخل في آل إبراهيم رسول الله ﷺ ﴿وآل عمران﴾ موسى وهرون ابنا عمران بن يصهر ﴿على العالمين﴾ بالرسالة والخصائص الروحانية والجسمانية، ولذلك قووا على ما لم يقو عليه غيرهم وبهذه الآية استدل على فضل الرسل على الملائكة وقيل: آل عمران عيسى وأمه مريم بنت عمران بن ماثان وكان بين العمرانين ألف وثمانمائة سنة وقيل: آل إبراهيم وآل عمران أنفسهما وقوله تعالى:
﴿ذرّية﴾ بدل من آل إبراهيم وآل عمران ﴿بعضها من﴾ ولد ﴿بعض﴾ منهم وقيل: بعضها من بعض في الدين والذرّية تقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى ﴿وا سميع﴾ لأقوال الناس ﴿عليم﴾ بأحوالهم فيصطفي من كان منهم مستقيم القول والحال، واذكر.
﴿إذ قالت امرأت عمران﴾ وهي حنة بنت فاقوذ أمّ مريم، وعمران هو عمران بن ماثان رئيس بني إسرائيل وليس هو عمران أبا موسى وهرون إذ كان بين العمرانين ألف وثمانمائة سنة كما مرّ وكان بنو ماثان رؤوس بني إسرائيل وأحبارهم وملوكهم.
فائدة: رسمت امرأة بالتاء المجرورة ووقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائيّ بالهاء، والباقون بالتاء، ووقف الكسائيّ بالفتح والإمالة وإذا وقف حمزة سهل الهمزة.
(٢/١)
---


الصفحة التالية
Icon