﴿قل﴾ أي: يا أعظم خلقنا وأعلمهم بنا ﴿أرأيتم﴾ أي: أخبروني إخباراً لا لبس فيه ﴿إن أصبح ماؤكم﴾ أي: الذي تعدّونه في أيديكم بما نبهت عليه الإضافة ﴿غوراً﴾ أي: غائراً ذاهباً في الأرض لا تناله الدلاء وكان ماؤهم من بئرين بئر زمزم وبئر ميمونة ﴿فمن يأتيكم﴾ على ضعفكم حينئذ وانخلاع قلوبكم واضطراب أفكاركم ﴿بماء معين﴾، أي: دائم لا ينقطع وظاهر للأعين سهل المأخذ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بماء معين أي: ظاهر تراه العيون فهو مفعول. وقيل: هو من معن الماء، أي: كثر فهو على هذا فعيل، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً أن المعنى: فمن يأتيكم بماء عذب أي: لا يأتيكم به إلا الله فكيف تنكرون أن يبعثكم؟
(١٣/٦٣)
---
ويستحب أن يقول القارىء عقب معين: الله رب العالمين، كما في الحديث. وتليت هذه الآية عند بعض المتجبرين فقال: تأتي به الفؤوس والمعاول، فذهب ماء عينيه وعمي نعوذ بالله من الجراءة على الله وعلى آياته، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل يوم القيامة فأخرجته من النار وأدخلته الجنة وهي سورة تبارك». وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إذا وضع الميت في قبره يؤتى من قبل رجليه فيقال: ليس لكم عليه سبيل لأنه قد كان يقوم بسورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول لسانه ليس لكم عليه سبيل كان يقرأ بي سورة الملك ثم قال: هي المانعة من عذاب الله، وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب». وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ «وددت أن تبارك الملك في قلب كل مؤمن». وأما ما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة الملك فكأنما أحيا ليلة القدر» فحديث موضوع.