﴿فإنهم﴾ أي: بسبب إقبالهم بالفروج عليهن وإزالة الحجاب من أجل ذلك ﴿غير ملومين﴾ أي: في الاستمتاع بهن من لائم ما، كما نبه عليه البناء للمفعول، فهم يصحبونهن للتعفف وصون النفس وابتغاء الولد للتعاون على طاعة الله تعالى، واكتفى في مدحهم بنفي اللوم لإقباله عن تحصيل ما له من المرام.
(١٣/١٤٣)
---
﴿فمن ابتغى﴾ أي: طلب وعبر بصيغة الافتعال لأن ذلك لا يقع إلا عن إقبال عظيم من النفس واجتهاد في الطلب. وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة محضة، وقرأ ورش بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح. ﴿وراء ذلك﴾ أي: شيئاً من هذا خارجاً عن هذا الأمر الذي أحله الله تعالى له، والذي هو أعلى المراتب في أمر النكاح وقضاء اللذة وأحسنها وأجملها ﴿فأولئك﴾ أي: الذين هم في الحضيض من الدناءة وغاية البعد عن مواطن الرحمة ﴿هم﴾ أي: بضمائرهم وظواهرهم ﴿العادون﴾ أي: المختصون بالخروج عن الحدّ المأذون فيه. ﴿والذين هم لأماناتهم﴾ أي: من كل ما ائتمنهم الله تعالى عليه من حقه وحق غيره، وقرأ ابن كثير بغير ألف بعد النون على التوحيد، والباقون بالألف على الجمع ﴿وعهدهم﴾ أي: ما كان من الأمانات بربط وتوثيق ﴿راعون﴾ أي: حافظون لها معترفون بها على وجه نافع غير ضار.


الصفحة التالية
Icon