وقال مجاهد قوله: ﴿قل إن الهدى هدى الله﴾ كلام معترض بين كلامين وما بعد متصل بالكلام الأوّل إخبار عن قول اليهود بعضهم لبعض أي: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من العلم والحكمة والكتاب والآيات من المنّ والسلوى وفلق البحر وغيرها من الكرامات ولا تؤمنوا أن يحاجوكم عند ربكم لأنكم أصح ديناً منهم، وقرأ ابن كثير وحده بهمزة واحدة، وقال الزمخشري: ويجوز أن يكون هدى الله بدلاً من الهدى وأن يؤتى أحد خبر أن على معنى قل إن هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم حتى يحاجوكم عند ربكم فيقرعوا باطلكم بحقهم ويدحضوا حجتكم، قال: ويجوز أن ينتصب أن يؤتى بفعل مضمر يدل عليه قوله: ﴿ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم﴾ كأنه قيل: قل إنّ الهدى هدى الله فلا تنكروا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم لأنّ قولهم: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم إنكار، لأن يؤتى أحد مثل ما أوتوا قال تعالى: ﴿قل إنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء﴾ من عباده ﴿وا واسع﴾ أي: كثير الفضل ﴿عليم﴾ بمن هو أهله ﴿يختص برحمته﴾ أو نبوّته ﴿من يشاء وا ذو الفضل العظيم﴾ ففي ذلك ردّ وإبطال لما زعموه بالحجة الواضحة.
(٢/٤٣)
---


الصفحة التالية
Icon