هذا على عود الضمير للقرآن، وعلى جعله للأوّل فيكون الشخص خائفاً وجلاً من ذلك الذي تبلى فيه السرائر.
﴿إنهم﴾ أي: الكفار أعداء الله تعالى ﴿يكيدون كيداً﴾ أي: يمكرون بمحمد ﷺ وأصحابه. واختلف في ذلك الكيد، فقيل: إلقاء الشبهات كقولهم ﴿إن هي إلا حياتنا الدنيا﴾ (الأنعام: ٢٩)
﴿من يحيي العظام وهي رميم﴾ (يس: ٧٨)
﴿أجعل الآلهة إلهاً واحداً﴾ (ص: ٥)
وما أشبه ذلك وقيل: قصدهم قتله لقوله تعالى: ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا﴾ (الأنفال: ٣٠)
الآية. وأما قوله تعالى:
﴿وأكيد﴾ أي: أنا بإتمام اقتداري ﴿كيداً﴾ فاختلف فيه أيضاً، فقيل: معناه أجازيهم جزاء كيدهم، وقيل: هو ما أوقع الله تعالى بهم يوم بدر من القتل والأسر، وقيل: استدراجهم من حيث لا يعلمون، وقيل: كيد الله تعالى لهم بنصره وإعلاء درجته تسمية لأحد المتقابلين باسم الآخر لقوله تعالى: ﴿وجزاء سيئة سيئة مثلها﴾ (الشورى: ٤٠)
. وقول الشاعر:
*ألا لا يجهلن أحد علينا ** فنجهل فوق جهل الجاهلينا*
وكقوله تعالى: ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ (التوبة: ٦٧)
﴿يخادعون الله وهو خادعهم﴾ (النساء: ١٤٢)
(١٣/٤٢٦)
---


الصفحة التالية
Icon