﴿والذين كفروا﴾، أي: ستروا ما تظهر لهم مرائي بصائرهم من العلم ﴿بآياتنا﴾، أي: على ما لها من العظمة بالإضافة إلينا، والظهور الذي لا يمكن خفاؤه من القرآن وغيره ﴿هم أصحاب المشأمة﴾، أي: الخصلة المكسبة للشؤم والحرمان قال محمد بن كعب: ، أي: الذين يؤتون كتبهم بشمائلهم. وقال يحيى بن سلام: لأنهم مشائيم على أنفسهم. وقال ابن زيد: لأنهم أخذوا من شق آدم الأيسر عليه السلام. وقال ميمون: لأنّ منزلتهم عن اليسار. وقال الزمخشري: المشأمة الشمال أو الشؤم.
قال القرطبي: ويجمع هذه الأقوال أصحاب الميمنة هم أصحاب الجنة وأصحاب المشأمة هم أصحاب النار.
﴿عليهم﴾، أي: خاصة ﴿نار مؤصدة﴾، أي: مطبقة وقرأ أبو عمرو وحفص وحمزة بالهمزة، والباقون بغير همزة، أي: بواو ساكنة، وهما لغتان. يقال: أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته، وقيل: معنى المهموز المطبقة، وغير المهموز المغلقة. وإذا وقف حمزة أبدل على أصله. وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري أن النبيّ ﷺ قال: «من قرأ سورة لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله الأمان من غضبه يوم القيامة» حديث موضوع.
سورة الشمس مكية
وهي خمس عشرة آية وأربع وخمسون كلمةومائتان وسبعة وأربعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الذي له الأسماء الحسنى ﴿الرحمن﴾ الذي يعلم السرّ وأخفى ﴿الرحيم﴾ الذي خص خواصه بالفردوس الأعلى.
(١٣/٤٧١)
---