﴿نار الله﴾ أي: الملك الأعظم الذي له الملك كله ﴿الموقدة﴾ أي: التي وجد وتحتم إيقاده، ومن الذي يطيق محاولة ما أوقد فهي لا يزال لها هذا الاسم ثابتاً.
روى أبو هريرة أنه ﷺ قال: «أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت فهي سوداء مظلمة».
﴿التي تطلع﴾ أي: إطلاعاً شديداً ﴿على الأفئدة﴾ جمع فؤاد وهو القلب الذي يكاد يحترق من شدّة ذكائه فكان ينبغي أن يجعل ذكاءه في أسباب الخلاص، وإطلاعها عليه بأن تعلو وسطه وتشتمل عليه اشتمالاً بليغاً سُمِّيَ بذلك لشدّة توقدّه وخُصَّ لأنه ألطف ما في البدن وأشدّ تألماً بأدنى شيء من الأذى، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة، ومعدن حبّ المال الذي هو منشأ حبّ الفساد والضلال، وعنه تصدر الأفعال القبيحة. وقيل: معنى ﴿تطلع على الأفئدة﴾ أي: تعمل ما يستحقه كل واحد منهم من العذاب يقال: اطلع على كذا، أي: علمه.
ثم أشار إلى خلودهم فيهابقوله تعالى مؤكداً لأنهم يكذبون بها:
﴿إنها عليهم مؤصدة﴾ قال الحسن: مطبقة، أي: بغاية الضيق. وقال مجاهد: مغلقة بلغة قريش، يقال: أصدت الباب، أي: أغلقته ومنه قول عبد الله بن قيس:
*إنّ في القصر لو دخلنا غزالاً ** مفتناً مؤصداً عليه الحجاب*
ثم بين حال عذابهم بقوله تعالى:
(١٤/٦٧)
---


الصفحة التالية
Icon