فعاش ﷺ بعدها ثمانين يوماً، ثم نزلت آية الكلالة فعاش بعدها خمسين يوماً، ثم نزلت ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم﴾ (التوبة: ١٢٨)
فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوماً، ثم نزل: ﴿واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله﴾ (البقرة: ٢٨١)
فعاش بعدها أحداً وعشرين يوماً. وقال مقاتل: سبعة أيام، وقيل: غير ذلك. وقال الرازي: اتفق الصحابة على أنّ هذه السورة دلت على نعي رسول الله ﷺ وذلك لوجوه:
أحدها: أنهم عرفوا ذلك لما خطب ﷺ عقب السورة وذكر التخيير، وهو قوله ﷺ في خطبته لما نزلت هذه السورة: «إنّ عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله فقال أبو بكر رضي الله عنه: فديناك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا».
ثانيها: أنه لما ذكر حصول النصر والفتح ودخول الناس في الدين أفواجاً دل ذلك على حصول الكمال والتمام، وذلك يستعقبه الزوال كما قيل::
*إذا تمّ أمر بدا نقصه ** توقع زوالاً إذا قيل تم*
(١٤/١٠٣)
---