وعن الحسن المضارّة في الدين أن يوصي بدين ليس عليه، ومعناه الإقرار، وقوله تعالى: ﴿وصية من الله﴾ مصدر مؤكد ليوصيكم أي: يوصيكم بذلك وصية كقوله: ﴿فريضة من الله﴾ (النساء، ١١)
﴿وا عليم﴾ بما دبره لخلقه من الفرائض ﴿حليم﴾ بتأخير العقوبة عمن خالفه.
تنبيه: خصت السنة توريث من ذكر بمن ليس فيه مانع من قتل أو اختلاف دين أو رق.u
﴿تلك﴾ أي: الأحكام المذكورة في أمر اليتامى والوصايا والمواريث ﴿حدود الله﴾ أي: شرائعه التي حدّها لعباده ليعملوا بها ولا يتعدّوها ﴿ومن يطع الله ورسوله﴾ فيما حكما به ﴿يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ وقوله تعالى: ﴿خالدين فيها﴾ حال مقدرة كقولك: مررت برجل معه صقر صائداً به غداً ﴿وذلك الفوز العظيم﴾.
﴿ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده﴾ أي: الله ﴿يدخله ناراً﴾ وقوله تعالى: ﴿خالداً فيها﴾ حال كما مرّ، ولا يجوز أن يكون (خالدين) و(خالداً) صفتين لجنات ونار؛ لأنهما جريا على غير من هما له، فلا بدّ من الضمير وهو قولك: خالدين هم فيها وخالداً هو فيها هذا على مذهب البصريين، أما على مذهب الكوفيين فهو جائز عندهم عند أمن اللبس كما هنا، وهو الراجح كما جرى عليه ابن مالك وغيره ﴿وله عذاب مهين﴾ أي: ذو إهانة، وروعي في الضمائر في الآيتين لفظ من وفي خالدين معناها. وقرأ نافع وابن عامر (ندخله جنات) و(ندخله ناراً) بالنون فيهما على الالتفات، والباقون بالياء.
(٢/١٩٣)
---